جورج حبش... القائد والإنسان لك الرحمة.... ومنا الوفاء
عبد الرحيم ملوح
اليوم يكون قد مضى اسبوعاً على رحيل القائد الانسان د.جورج حبش" ابو ميساء"، إنه انسان في شعب. وانسان في امة وقائد سياسي في حركة تحرر وطني ما انفكت تكافح من أجل نيل شعبها حريته واستقلاله. ابو ميساء القائد المثقف ، الواضح والحازم في مواقفه السياسية، الرفيق الانسان الدافىء ما ان تتعرف عليه عن قرب حتى يأسرك بتواضعه ودماثة اخلاقة. المسكون في هموم حرية شعبه ووحدة أمته والمدافع الصلب عن مصالح الفقراء والمهمشين دوماً.ابو ميساء الجرىء جداً فكرياً وسياسياً، والحكيم بنفس القدر او أكثر. ارتبطت عنده الجرأة الفكرية والحكمة السياسية بعلاقة جدلية لا تنفصلان في الحياة وفي الممارسة. وتميز عن الكثيرين من القادة السياسين في إضفاء اللمسات الأخلاقية على العلاقات السياسية. مما اعطى له وللسياسة الفلسطينية بعداً خاصاً . مؤمناً بان المبادىء الأخلاقية عالمية وليس لها إطار زمني محدد، لكنه كقائد سياسي لتنظيم سياسي ولحركة تحرر وطني، ولشعب تحت الاحتلال، في ظروف معقدة وعالم متغير، يدرك جيداً ان السياسة مفيدة بالظروف الموضوعية والامكانات الواقعية. وأن تحقيق انجازات لشعبه تتطلب اداركها وتفرض عليه التعامل معها. لم يكن "طيباً" او حتى مثالياً في السياسة كما يحلوا للبعض. بل كان سياسياً واضحاً، وجريئاً، ومدركاً لمتطلبات كل مرحلة ومستعداً لاقتحام مصاعبها. ولكنه مستقيماً في علاقاته السياسية مع الاخرين. وواقعياً يتعامل مع الواقع بهدف تغيره وليس تبريره او التكيف معه.
الحكيم، تمتع بالجرأة الأدبية، بتطبيقه ما يقتنع به فكرياً وسياسياً على نفسه اولاً ويطلب من رفاقه ذلك، قبل أن يطلب هذا من القوى وعامة الشعب. ويعود عن أي موقف او ممارسة يكتشف خطأها ويصر أن يعلن هذا الخطأ، وينتقد نفسه علناً اذا اكتشف خطأه، وعمل على ارساء هذا التقليد في مؤسسات الجبهة الشعبية القيادية وفي مؤتمراتها بخاصة، وبدون تبريرات أو التواءات.
الحكيم الوطني . وتجلت جرأته وحكمته ووطنيته عام 1967، عندما قرر مع رفاقه في قيادة حركة القومين العرب، باعلان حلّ الحركة كتنظيم قومي واحد، وترك الخيارات الفكرية والسياسية والتحالفية لكل فرع قطري فيها لتحديد سياسته بنفسه، انطلاقاً من الظروف الجديدة ومن واقع ومتطلبات كل قطر. وأقدم مباشرة على العمل مع رفاق آخرين لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين متمسكاً بالهوية الوطنية وبحقوق شعبه والتفرغ لمتطلبات الكفاح الوطني الفلسطيني. وكان يريد أن تكون حركة المقاومة الفلسطينية واحدة موّحدة بمختلف تياراتها الفكرية والسياسية. ولكنه ورفاقه لم يتمكنا من هذا، فاكتفيا بتأسيس الجبهة الشعبية من عدد من القوى، بما فيها الفرع الفلسطيني لحركة القومين العرب. وبرزت جرأته الفكرية عندما قاد عملية تحول الجبهة الشعبية من الفكر القومي الى الفكر الماركسي، مطلقاً مقولة: " امكانية تحول تنظيم ديمقراطي ثوري من مواقع الفكر الوطني والقومي الى الفكر الاشتراكي العلمي" اذا ما توفرت الظروف الذاتية والموضوعية. وقد جاءت التجربة الملموسة لتؤكد صوابية ما دعى وعمل له في فلسطين وفي أكثر من بلد عربي وغير عربي.
والسؤال: أليست هذه جرأة فكرية وسياسية ، كبيرتان، عندما يقوم قائد حركة قومية مع رفاقه على حلّ الحركة التي عمل لها وتقف بأفكارها لما يقرب من عقدين، ويترك لفروعها حرية الاختيار. وبنفس الوقت يقوم بتأسيس تنظيم سياسي وحركة مقاومة وينتقل من مواقع الفكر البرجوازي القومي الى الفكر الاشتراكي العلمي. ويتمسك بالعلاقة الجدلية بين الوطني الفلسطيني والقومي العربي، ويحافظ على دوره القيادي الفكري والسياسي والعملي؟!
الحكيم الديمقراطي ، فبرغم تأسيسه لتنظيم قومي يحمل الفكر الشمولي، ووصف بأنه يلجأ لوسائل قسرية وعلاقات داخلية متشددة، إلا أنه كان ديمقراطياً بامتياز وتجلى هذا داخلياً وخارجياً، ففي الكثير من المناسبات الداخلية كان يقف في صف الاقلية في هيئات الجبهة الشعبية القيادية، وكان يلتزم بقرار الغالبية ويعمل لتنفيذه ويترك للحياة وللممارسة الحكم عليه. وطوال التجربة معه لا اذكر سوى مرة واحدة ، طلب فيها اعفاءه شخصياً من تنفيذ القرار ، مع التزامه به، وهي عندما قررت هيئات الجبهة الشعبية القيادية [ ل.م + م.س ] العودة للوطن بعد اتفاق أوسلو، ورغم رغبته الجامحة بلثم تراب الوطن واللقاء مع أبناء شعبه الذي ناضل من اجله.
وتجلت ديمقراطية القائد الانسان ، عام 1969، عندما استفحلت الخلافات الفكرية والسياسية والتنظيمية في صفوف الجبهة الشعبية. وترتب على هذا الخلاف انشقاق الجبهة الديمقراطية، فقد أراد بعض الرفاق اللجوء للاساليب القسرية في منع أو فرض الانشقاق. فوقف عندها الحكيم الديمقراطي في وجه هذه النزاعات الضارة، وقال جملته المشهورة والذي لا يذكرها الا القليلون اليوم:" اذا لم يُجدِ الحوار الديمقراطي في الحفاظ على وحدة الجبهة الشعبية ، فعلينا اللجوء للطلاق الديمقراطي، دعونا نحتكم لهيئات وقواعد الجبهة الشعبية، فمن منهم يريد البقاء في الجبهة أهلاً وسهلاً، ومن يريد الذهاب للعمل مع الرفيق نايف ومن معه فمع السلامة، وعلينا ترك الحكم للمستقبل." لم يعجب هذا الموقف عدد من الرفاق هنا أو هناك، ووقعت ممارسات عصبوية يحكمها المنطق القبلي، فوقف حكيمنا ضدها وادانها، وأصر على موقفه الديمقراطي.
وقدم القائد الديمقراطي درساً مميزاً في الديمقراطية، للكثيرين من القادة السياسين والامناء العاميين للأحزاب ولرفاقه، عندما أصر وبالضد من رغبة رفاقه قيادة وقاعدة، على التخلي عن مواقعه القيادية في المؤتمر السادس للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 2000، تاركاً زمام القيادة تحدده هيئات الجبهة القيادية، فاختارت لهذه المهمة الشهيد الراحل ابو علي مصطفى. وللأمانه التاريخية، فقد فكر الحكيم باتخاذ هذا القرار عام 1987، في ذكرى انطلاقة الجبهة الشعبية العشرين، ولكن اندلاع الانتفاضة المجيدة. والحاح عدد ممن استشارهم بالأمر من رفاقه واصدقائه رفضوا خطوته هذه ، فاستجاب لمطلبهم. وحاول مرة أخرى في مؤتمر الجبهة الخامس عام 1993، ولكن الظروف السياسية وفي صلبها مفاوضات مدريد- واشنطن واتفاقات اوسلو والمطالبة الشديدة باستمراره في موقعه حالت دونه وهذه الخطوة. ولقناعته بموقفه هذا، فقد نظم مع الشهيد الراحل ابو علي مصطفى نائب الأمين العام، بأن يتولى المهام اليومية والعملية، وأن يشارك هو في الاجتماعات القيادية وفي المحطات الضرورية.
الحكيم الوحدوي ، لقد آمن بالوحدة العربية، وعمل فكرياً وسياسياً لها، وأسس حركة القومين العرب كتنظيم موحّد للأمة العربية، وتحالف مع الراحل عبد الناصر من اجل توحيد الأمة العربية وفي الدفاع عن مصالحها ودورها. وساهم في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية ككيان سياسي وممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وأسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كتنظيم فلسطيني وحدوي وموحّد للشعب الفلسطيني، وحافظ على هذا الدور ودافع عنه في كل المراحل حتى رحيله. وفي ذروة الخلاف السياسي الفلسطيني، لم يقبل لنفسه وللجبهة الشعبية دوراً الا الدور الوطني الوحدوي. فكان مؤمناً بأن وحدة الشعب وقواه هما عماد الثورة والطريق الوحيد لاستعادة الحقوق ولتحقيق الأهداف. ففي عام 1976، عندما كان الخلاف السياسي محتدماً في الساحة الفلسطينية وكان د. حبش على رأس القوى الفلسطينية الرافضة للحلول الاستسلامية، وقعت أحداث يوم الأرض في الجليل والنقب، واتُفق على إقامة مهرجان تضامني مع شعبنا في قاعة اليونسكو ببيروت. فقام عريف الحفل بتقديم الحكيم ليتحدث في المهرجان فقال الحكيم:" في مثل هذا اليوم وفي حضرة التضامن مع شعبنا ، لفلسطين كلمة واحدة يلقيها الأخ ابو عمار وقدم الميكروفون للشهيد الراحل ياسر عرفات". فضجت المدرجات بالتصفيق. وفي عام 1987، وعند الاعلان عن تأسيس حركة حماس. كان أول من رحب بها برغم الخلاف الفكري التاريخي مع حركة الاخوان المسلمين. معتبراً ان مشاركة الاسلام السياسي في الكفاح الفلسطيني يمثل اضافة قوة سياسية واجتماعية جديدة لكفاح شعبنا.
الحكيم الوطني والقومي والأممي بامتياز ، لقد دافع الحكيم فكرياً وسياسياً عن حقوق أمته بالوحدة، وعن حقوق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال والعودة وعن حقه ببناء دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس. وقاد حركة القومين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين للدفاع عن هذه الحقوق ومن اجل ضمانها. وعمق نظرته ونظرة كل الهيئات والمؤسسات التي عمل فيها، ونظرة الجماهير الفلسطينية والعربية وقوى الحرية والديمقراطية في العالم، إتجاه المخاطر التي تحملها الحركة الصهيونية المتحالفة مع قوى الاستعمار والهيمنه وبخاصة الادارات الأمريكية المتعاقبة. على حقوق الشعب الفلسطيني والأمة العربية والاستقرار والسلم في المنطقة. ويمكن القول ان نظرة د. حبش الثاقبة في تحليله وتقييمه للتحالف الصهيوني الامبريالي وسياساته ضد الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة ، وسعيه للهيمنه على مقدراتها وبخاصة منابع الطاقة وموقع المنطقة الاستراتيجي. جاءت تطورات الواقع السياسي لتزكيتها.
هذه المعرفة وهذا الادراك العلمي، دفعا الحكيم السياسي، وقائد التنظيم السياسي للعمل بكل الوسائل ومن منظور الواقع وضرورات تغيره، من اجل تحقيق أهداف شعبه وامته القريبة والبعيدة، فتبنى المرحلية والديمقراطية من اجل تحقيق أهداف شعبه في الحرية والاستقلال والعودة وصون هويته الوطنية . ومن اجل وحدة وديمقراطية أمته. وحافظ على البعد القومي للقضية الفلسطينية ورفض كل ما يشي بمحاولات سلخها عن عمقها العربي. او محاولات تجيرها لحسابات التكتيك السياسي لهذا الطرف العربي او ذاك، حتى آخر أيامه. وبذات الوقت حرص على امتداد القضية الفلسطينية الأممي مع حركات التحرر والديمقراطية في العالم، وعلى إقامة أفضل علاقات التحالف مع الشعوب التي تناضل من اجل استقلالها وحريتها وديمقراطيتها في مجابهة محاولات الهيمنه الاستعمارية بعامة والأمريكية بخاصة.
وللتدليل على عمق هذا الانتماء لديه ، فقد عمل مع رفاقه وفي اطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، ومع دول عربية أخرى لبناء جبهة الصمود والتصدي العربية، في اعقاب زيارة السادات للقدس وتوقيعه لمعاهدة السلام مع بيغن رئيس وزراء اسرائيل برعاية الرئيس المريكي كارتر. ولم يمنعه اعتقاله السابق في سوريا والقطيعه بين الجبهة الشعبية وسوريا منذ عام 1968، حتى عام 1979 من الذهاب لسوريا للمشاركة في اجتماعات هذه الجبهة وفي إعادة العلاقة مع سوريا. ايماناً منه بتوحيد القوى الفلسطينية والعربية الشعبية والرسمية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني والأمة العربية، وفي مجابهة المخاطر المحدقة بالقضية الوطنية الفلسطينية. أوأن يبادر للذهاب الى العراق والتضامن معه عام 1990و 1991 رغم مرضه، وصعوبة الطريق، والقطيعة بين الجبهة الشعبية ونظام صدام حسين ومعارضتة ومعارضة الجبهة الشعبية لاقدام الرئيس صدام حسين على احتلال الكويت، وضمها بالقوة للعراق، وبرغم القطيعة بين الجبهة الشعبية وبين العراق منذ عام 1980 بسبب تأييد الجبهة الشعبية للثورة الايرانية ضد الشاه، واغلاق النظام العراقي في حينه لمكتب الجبهة الشعبية والذي دام حتى عام 1991، واتهامها بدعم الحزب الشيوعي العراقي والقوى الكردية. وبرغم ما قد يجره هذا الموقف على علاقات الجبهة الشعبية من مصاعب مع سوريا، بسبب العلاقات السلبية بين قيادتي البعث في العراق وسوريا، ووقوف سوريا الى جانب التحالف بقيادة امريكا ضد العراق في حينه.
لقد كان موقف الحكيم والجبهة الشعبية، أنه برغم رفض احتلال الكويت وادانة دعاوي النظام العراقي بضمها باسم الوحدة العربية بالقوة، كون الوحدة يجب أن تقام بالديمقراطية او أية دعاوي سياسية أخرى. الا أن الموقف الصائب هو بالوقوف ضد التدخل العسكري بقيادة أمريكا بالشؤون العربية خصوصاً وفي المنطقة عموماً، حتى لو شاركت معها أنظمة وجيوش عربية. ولو قام هذا التحالف ضد اعتداء نظام عربي على نظام أخر. من هذا المنطلق اتخذ الحكيم والجبهة الشعبية الموقف السياسي المركب الذي لم يفهمه او يقبل به الكثيرين وبخاصة الكويتيين، وهو اننا ضد ما قام به صدام ولكننا ضد التدخل الأمريكي واللجوء له لحل خلافاتنا العربية. وقد لام الحكيم والجبهة الشعبية، الرفاق الكويتيون على هذا الموقف من منطلق أنه لا يجوز للحكيم والجبهة الشعبية التي تناضل ضد الاحتلال، أن لايكون موقفها صريحاً ضد احتلال العراق لبلدهم وأن يقفوا ضد التحالف بقيادة أمريكا والذي جاء لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي. وقد فرحت ورفاقي كثيراً، عندما حضر المناضل الكبير د.عبد الله النيباري رئيس المنبر الديمقراطي الكويتي، جنازة الحكيم في عمان، الأمر الذي يبشر بإدراك موقفنا كما هو، وبانقشاع الجليد في علاقاتنا المستقبلية تمهيداً لعودتها الى طبيعتها.
وفي عام 1988،وقف في المجلس الوطني مشبكاً يده بيد الرئيس الراحل ياسر عرفات هاتفاً وحدة وحدة حتى النصر، ثورة ثورة حتى النصر.مؤيداً وثيقة اعلان الاستقلال ورافضاً القبول بتميز قرار مجلس الأمن 242 عن غيره من القرارات الدولية. ففي كل مراحل الخلاف السياسي، بقي ممسكاً بالصارية، ممسكاً بوحدة منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الكيان السياسي للشعب الفلسطيني وممثله الشرعي والوحيد. ولم يسمح لنفسه او للجبهة الشعبية أن تنزلق تحت دواعي الخلاف السياسي، او لغرور القوة والسلاح وشهوة السلطة بالمساس بالوحدة الوطنية او بمنظمة التحرير الفلسطينية او بحرمة الدم الفلسطيني.
رغم الضغوط والمغريات التي كانت تسلط على الجبهة الشعبية وعليه وعلى اطراف المعادلة الفلسطينية. من أكثر من طرف عربي او اقليمي او دولي. وبرغم تعقيدات الوضع الفلسطيني الداخلية والخارجية. لأن الجبهة الشعبية كانت ولا زالت تعتبرها من الخطوط الحمراء التي لا يجب أن تمس.
هذا هو حكيم الثورة وضمير الشعب ، الانسان المولود في حرارة الصيف والمنصهر في حمأة القضية الوطنية والقومية، والراحل في زمهرير برد كانون، والذي حوّله وفاء رفاقه في الجبهة والقوى الأخرى وأبناء شعبه عموماً ، ومحبيه الى صيف دافيء بالوفاء له وللقيم والأهداف الذي أمضى أكثر من سته عقود من حياته مكافحاً من أجلها.
وفاءً لك يا أيها القائد الانسان، وفاءً لرفاق الكفاح من أجل القضية لابي علي وغسان ووديع، ولابي عمار والوزير والياسين والقاسم والنجاب وفاءً لألاف الشهداء ، وأسرى الحرية ، وفاء للشعب، وفاء لفقراء شعبنا وأمتنا في كل مكان، وفاءً لأمتنا العربية ولاحرار العالم جميعاً. على دربك وبهدى أفكارك وتجربتك سائرون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق