الخميس، 2 فبراير 2012

"إسرائيل" والتعايش بين اليهود والعرب،الفصل الثامن عشر من كتاب "جورج حبش،الثوريون لا يموتون أبدا"ً


كتاب "جورج حبش،الثوريون لا يموتون أبدا"ً
الفصل الثامن عشر
"إسرائيل" والتعايش بين اليهود والعرب
حاور الحكيم : جورج مالبرينو



- كيف تنظر إلى مستقبل العلاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟
- عندما أفكر في المشكلة الفلسطينية أشعر بضرورة أن نتمتع بحقنا غير القابل للانتقاص باستعادة أرضنا حتى آخر متر مربع، لأن هذه الأرض هي ملكنا. وفي الوقت نفسه، فإن كل إنسان عاقل لا يسعه أن يتجاهل الواقع الحالي المتمثل بوجود أكثر من خمسة ملايين يهودي يدعون بأنهم مواطنون في دولة أسمها "إسرائيل"، ويعتقدون أيضاً بأن لهم الحق بهذه الدولة. هل يمكننا أن نتخيل حلاً من شأنه أن يسمح لنا بالاحتفاظ بحقوقنا التاريخية فوق أرضنا؟ لابد من أن نواجه وضعاً في غاية التعقيد قبل الإجابة على هذا السؤال. 

إذا ما عدنا إلى الوراء، فإننا نجد أن الغزو الصهيوني، منذ نهاية القرن التاسع عشر، كان شديد الاختلاف عما نسميه عادة بالإمبريالية. وقد عبرنا عن ذلك في شعاراتنا (وحدة،تحرر،استرجاع فلسطين)، عند نشوء حركة القوميين العرب في الخمسينات من القرن الماضي... كانت معركتنا ضد الإمبريالية مركزة، في تلك الفترة، على الجزائر والمغرب واليمن الجنوبي والخليج، حيث كنا نريد لهذه البلدان أن تنتزع استقلالها بالخلاص من النير الاستعماري.

وأما الكيان الصهيوني فقد كان يستهدف اغتصاب أرضنا، وحتى وإن كان متحالف مع الإمبريالية. كان يسعى إلى تأمين وجود دائم في هذه الأرض خلافاً، على سبيل المثال، للفرنسي الذي كان سيتخلى، يوماً ما، عن مستعمراته في إفريقيا الشمالية. فالفرق بين الاحتلال الصهيوني والاستعمار الفرنسي أو البريطاني هو في أن الصهيونية قد وصلت وهي تحمل مفاهيم مفادها أن فلسطين هي أرض بلا شعب لشعب بلا أرض(هو الشعب اليهودي)، منكرة بذلك وجود الشعب الفلسطيني، وزاعمة أن اليهودية هي قومية، في حين أن العالم يعلم أنها دين وليست قومية. وقد عزز الصهاينة هذا المفهوم بالاستناد إلى مفهوم آخر،ديني، ووصلوا إلى حد حمل العالم كله على الاعتقاد بأن فلسطين هي أرض الميعاد الخاصة باليهود. إن خصوصية الاحتلال الإسرائيلي هي في سعي الصهاينة إلى تفريغ الأرض التي يحتلونها من جميع سكانها. وهذا ما أدركته جماهيرنا التي انخرطت سريعاً في النضال ضد الاحتلال. لكن القادة الصهاينة قد أدركوا أن وجودهم على هذه الأرض المتنازع عليها يجب أن يرتبط بامتلاك السلاح الذري، السلاح الأكثر قدرة على الردع، في وجه كل من قد يسعى إلى اقتلاع إسرائيل من الأرض الفلسطينية.
عندما عرضت على الرئيس جمال عبدالناصر، في العام 1964، ما كنانقوم به من إعداد لثورة فلسطينية على غرار الثورة الجزائرية، أجابني بأن مسألة إسرائيل هي مشكلة كبرى وأشد تعقيداً ممال نتصور، وأن علينا أن نتسلح برؤية طويلة الأمد وعميقة في مواجهة هذا الخطر الذي يهدد الأمة العربية بأسرها.
لقد قامت الدولة الإسرائيلية على أنقاض الشعب الفلسطيني. لا أحد يمكنه إنكار ذلك. وبعد تفكير طويل وعميق، وصلت اليوم لاستنتاج مفاده أن الدولة الديمقراطية والعلمانية هي الحل الوحيد للصراع بيننا وبين الإسرائيليين. دولة واحدة يمكن فيها لليهود والفلسطينيين أن يتعايشوا على أساس المساواة في الحقوق والواجبات. فالعرب واليهود سبق لهم أن عاشوا معاً على مر التاريخ، لكن الامبريالية هي التي استخدمت اليهود في العالم من أجل تحقيق أغراضها ومصالحها. الإمبريالية هي التي أوجدت الصراع بيننا وبينهم لأنها أرادت زرع كيان غريب في المنطقة لخدمة مصالحها وهو الكيان الإسرائيلي.

- مشروع الدولة ذات القوميتين يبدو اليوم غير واقعي، واليهود قاتلوا طوال ألف عام من أجل العيش في دولة سيدة، ولن يقبلوا مطلقاً بتقاسم هذه الدولة. أليس كذلك؟
- أعود وأكرر أن اليهودية دين، وهذا يقتضي برأيي أننا لا نستطيع النظر إلى اليهود على أنهم شعب واحد. وعلى ذلك، فإن مفهوم القومية لا ينطبق على اليهود. ماهو الأمر المشترك بين اليهودي اليمني واليهودي البولندي؟ إن الدين فقط هو ذلك الأمر المشترك. فعن أي سيادة تتكلم؟ لنفرض أن اليهود يطلبون سيادة...لماذا تكون السيادة على حساب الشعب الفلسطيني وسيادته؟ ولماذا اختاروا فلسطين دون أي بقعة أخرى من العالم؟ كثيرون يقولون كلاماً مثل كلامك هذا ويتخذون وضعية متشائمة جداً تجاه المشروع الذي طرحتُه والذي يعتبرونه مشوب بالرومانسية. لكن مثال الحرب الجزائرية يمنحنا الأمل. فالجزائريون قاتلوا الاستعمار الفرنسي طوال مئة واثنين وثلاثون عاماً ونجحوا أخيراً في انتزاع استقلالهم. لن يكون هناك سلام وتعايش بين اليهود والعرب، إذا ما وضعنا جانباً هذا الحل المتمثل بدولة واحدة ديمقراطية علمانية.

- أنت تدرج أهدافك إذن ضمن أفق تاريخي بعيد المدى. أليس كذلك؟
- أنا أضع أهدافاً فعلاً، وآمل أن تتحقق مع مرور الزمن. فالأمور تتغير كل يوم حتى في إسرائيل. وإذا ما استعرضنا انتصارات الحركة الصهيونية منذ العام 1948 حتى اليوم، فإننا نلاحظ أننا تعرضنا لهزائم قاسية عام 1948 وعام 1967، وشهدنا نصراً عسكرياً عام 1973، وأن الفلسطينيين قد صمدوا أمام النيران الإسرائيلية لمدة ثمانية وثمانين يوماً في بيروت. كان ذلك رائعاً في تلك الفترة. كما أن الانتفاضة الأولى التي انطلقت في أواخر العام 1987، والانتفاضة الثانية التي انطلقت في العام 2000، قد زعزعتا مفهوم الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، وأبرزتا النضال الأسطوري للشعب الفلسطيني. ولكن ما توج جميع هذه المكتسبات تمثل بانتصار حزب الله، عام 2009، على الآلة العسكرية الإسرائيلية. وقد أحدثت هذه الهزيمة التي مني بها العدة زلزالاً حقيقا في إسرائيل، حيث وصل المثقفون إلى حد التساؤل عن مستقبل المشروع الصهيوني، لأن الجنود الإسرائيليين كابدوا خسائر فادحة خلال الأيام الثلاثة والثلاثين التي استغرقتها الحرب التي أثرت على معنوياتهم. واليوم، يتنبأ بعض الإسرائيليين بمستقبل قاتم لدولتهم. أنا واثق حقاً وأقول في نفسي بأن نهاية إسرائيل قد اقتربت. وإن حربها الفاشلة على لبنان قد وضعت علامة استفهام على مستقبل المشروع الصهيوني. لقد فوجئ العالم كله بتلك الهزيمة. إن الحياة هي لاشيء غير التغيير نحو الأفضل والتراكم في التجارب. ولابد من الاستمرار في المواجهة حتى تحقيق الأهداف الوطنية.

- إن كثيراً من الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة يتألمون، وقد لا يكونون مستعدين للانتظار خمسين سنة أخرى. ما قولك في ذلك؟
- هذا غير صحيح. لأن شباب المخيمات في فلسطين والخارج هم أكثر اقتناعا من ذويهم بعدالة قضيتهم في استرجاع وطنهم. وليس اللاجئون وحدهم من يريدون ذلك، بل إن غالبية الفلسطينيين يتمسكون بالعودة. أنا مقتنع بذلك. إنه حق مقدس، وأنا مقتنع بأنه لو حصل الفلسطينيون على أرض محررة ودولة حقيقة ذات سيادة فإن الغالبية العظمى ستعود إلى تلك الدولة. إن هذا الهدف غير قابل للتحقق حالياً، ولكن إمكانياته ستأتي مع الأيام، لأن ليس هناك ما هو مستحيل. ثم أعود وأكرر أن الناس الذين ولدوا خارج فلسطين هم أكثر شغفاً بالعودة من جيل آبائهم الذين عايشوا نكبة 1948 وحرب الـ 1967. إن الفكرة القائلة بأن الأجيال القادمة ستنسى، بمرور الزمن، أصل القضية الفلسطينية، هي فكرة خاطئة تماماً.

- هل ستكون تلك الدولة ثمرة النضال السياسي أم العسكري؟
- كل أشكال النضال يجب أن تتضافر من أجل تحقيق هذا الهدف. لايمكننا أن نحقق النجاح إذا ما اكتفينا بواحدة من هذه الوسائل دون غيرها.

- لكن ألا تميل موازين القوى العسكرية الحالية بشكل واضح لمصلحة إسرائيل؟
- وضعنا العسكري ليس مرضياً حالياً. ولكن الموقف يمكن أن يتغير تماماً. من هم الذين يتمتعون بحق أكبر في فلسطين: أهم الناس الذين كانوا يعيشون على هذه الأرض منذ آلاف السنين، والذين اقتلعوا منها منذ ستين عاماً، بفعل الاحتلال الصهيوني، أم اليهود الروس والبولنديون والإثيوبيون وغيرهم ممن أتوا إليها منذ عقود لا أكثر؟ لابد للعالم من أن يفهم أخيراً أن هناك وضعاً ظالماً ينبغي أن يصحح وأن هناك حقوقاً يجب أن تعود إلى أصحابها الشرعيين.

- هل تعتمدون على الديموغرافيا؟
- أجل. إنها حرب ديموغرافية، والأمور ستتغير لمصلحتنا يوم نصبح أكثر عدداً. فذلك يشكل بالفعل بُعداً هاماً يمكنه أن يعمل لمصلحتنا، ولكنه غير كاف، إذ لابد، إلى جانب ذلك، من أن نستمر في النضال والتخطيط وتعبئة الجماهير. إن الزمن يعمل لمصلحتنا بشكل أو بآخر. لذا، تعمل إسرائيل بسرعة على استقدام أكثر من عشرة ملايين يهودي إلى فلسطين لتواجه هذه المعضلة.

- على أرض الواقع، يقوم الإسرائيليون ببناء الكثير من المستوطنات في الضفة الغربية. ألا يعمل عنصر الوقت في غير مصلحتكم على هذا الصعيد؟
- صحيح أن عنصر الوقت يمكنه أيضاً أن يعمل في غير مصلحتنا. ولكن الكثيرين في داخل المجتمع الإسرائيلي قد بدأوا، كما قلت لك، بطرح التساؤلات حول الحركة الصهيونية. كما أن وجود أكثر من مليون عربي فلسطيني ممن يحملون الجنسية الإسرائيلية في أراضي الـ 48 يعمل لمصلحتنا، لأن العالم سيتحرك إذا سعت إسرائيل إلى طردهم من أراضيهم.

- ألا تلاحظ أن الفلسطينيين الذين يعيشون في الخارج هم أكثر جذرية ممن هم في الداخل؟
- لا ينبغي التعميم. صحيح أن من يعيش في الخارج هم أكثر تمسكاً بمسألة العودة. لكن هنالك من هم جذريون جداً في التيارات الوطنية داخل الأراضي المحتلة، فالفلسطينيون في الداخل لهم دور نضالي تاريخي في المواجهة اليومية مع تلك الدولة العنصرية.

- نلاحظ من خلال ما تقوله أنك مخلص جداً لمبادئك المعلنة قبل عشرين أو ثلاثين عاماً. ولكن هل هذه هي السياسة؟ أليست السياسة أيضاً هي في معرفة كيفية التكيف؟
- من واجبي، إنطلاقاً من ثوابتنا القومية، أن أظل مخلصاُ لمبادئي، وإن تغيرت الطريقة في مقاربة هذا أو ذاك من جوانب القضية، على ما أثبتناه طوال تاريخنا، سواء تعلق الأمر بتطور نظرتنا، منذ العام 1959، إلى الفرق بين اليهودي والصهيوني، أو منذ العام 1972، في ما يخص خطف الطائرات.
وعلى ذلك، لا يمكنني أن أتنكر لمبادئي. لقد تنازلت ووافقت على فكرة الدولة فوق أي جزء من الأرض المحررة كهدف مرحلي على طريق تحرير كامل الأرض الفلسطينية وإقامة دولة يتعايش فيها اليهود والعرب مسلمين ومسيحيين في فلسطين. يمكنك أن تعترض بالقول بالقول إنه كان من الأفضل لنا، إذا لم نتمكن من إقامة تلك الدولة في غضون مئة عام، لوكنا قبلنا بعرض أكثر محدودية، بصورة انتقالية وبالشكل الذي فعلناه، ولكن من دون التراجع عن أهدافنا طويلة المدى... كما يمكنك أن تقول الشيء نفسه بالنسبة إلى الوحدة العربية، حيث أنني مقتنع بأنها قابلة للتحقيق على مراحل. لقد قبل أبو عمار بحلول ديبلوماسية، ولكن ماذا كانت النتيجة؟ صفر! وإذا حدث لي ودخلت في مفاوضات مع الإسرائيليين فإن ذلك سيكون بهدف العيش معهم في دولة ديمقراطية علمانية واحدة. وبالرغم من جميع التنازلات السياسية التي قدمتها القيادة الفلسطينية الرسمية، وبالرغم من جميع الاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل، فإن شعبنا لازال يتحمل العذاب يومياً من خلال أعمال التدمير والطرد. فالأمور لم تتغير على أرض الواقع عما كانت عليه منذ ستين عاماً.

 - هل هناك فرق، بالنسبة لك، بين اليسار واليمين الإسرائيليين؟ هل إقامة سلام مع حزب العمل هي أكثر سهولة منها مع حزب الليكود؟
- الفرق الوحيد بين اليسار والليكود يكمن في أن البعض يبدي مرونة أكثر مما يبديه البعض الآخر. ومع ذلك، وسواء تعلق الأمر باليسار أو بالليكود، فإن الفريقين يتخذان المواقف نفسها تجاه المسائل الهامة المتعلقة بالقدس وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين وإزالة المستوطنات. فاليسار لن يتراجع مطلقاً، شأنه شأن الليكود، في ما يخص هذه المسائل. وأنا أعتقد أنهما يشكلان وجهين لعملة واحدة. هناك الحزب الشيوعي الاسرائيلي الذي يظل حزباً غير صهيوني، ولكن جميع التشكيلات الأخرى تتشابه مواقفها في أوقات الأزمات في الأمور الأساسية.

- هل بين القادة الإسرائيليين، من دافيد بن غوريون إلى إيهود أولمرت، من تعترف له بمزايا خاصة؟
- كلهم صهاينة في نظري. إنهم يطمحون جميعاً إلى فرض الهيمنة الصهيونية على العالم العربي بأسره.

- إذن اليسار واليمين في إسرائيل كلاهما صهيوني. هل يعني ذلك أن جميع الأحزاب تتبنى مبادئ لا تنسجم مع مطالبكم؟
- هناك قوى يهودية عديدة لا شأن لها بالتوجهات الصهيونية المعروفة. الحزب الشيوعي هو غير صهيوني، كما سبق وقلت، وكذلك بالنسبة إلى جماعة ناتوري كارتا.

 - لكن هذه القوى تظل غير مؤثرة حتى لو اجتمعت!
- أعترف بأن هذه القوى لا تتمتع حالياً بنفوذ كبير داخل المجتمع الاسرائيلي. هناك عدد قليل ولكنه مؤثر من الصحفيين والمؤرخين والمثقفين الذين يرفعون الصوت ضد السياسة الاسرائيلية في فلسطين. ويمكنهم عاجلاً أو آجلاً أن يعززوا تأثيرهم على الإسرائيليين.

 - هل يمكنك أن تكتفي باعتراف إسرائيلي بـ"حق العودة"، بالشكل الذي كانت منظمة التحرير الفلسطينية مستعدة للقبول به خلال اتفاقيات كامب دايفيد، في العام 2000؟
- هذا لا يكفي بالنسبة إلي. فأنا مع عودة كل فلسطيني إلى المكان الذي جاء منه، بما في ذلك أراضي الـ 48. أنا أريد العودة إلى اللد، المدينة التي ولدت فيها. لقد قام الإسرائيليون منذ بعض الوقت بتدمير منزلي لمحو الرمز التاريخي الذي يمثله مثل هذا المكان. فالاعتراف، دون العودة الفعلية، لا يكفيني. أنا غير مستعد لقبول التلاعبات الإسرائيلية الهادفة إلى منع عودة اللاجئين، كما حصل في اتفاقيات أوسلو. أنا أدرك أن إسرائيل اليوم لن تقبل هذه الشروط. ولكن موازين القوة يمكنها أن تتغير في المستقبل. وعندما تصبح المعايير الدولية ملائمة بالنسبة إلينا، سيكون بإمكاننا أن نصر على تحصيل الاعتراف بحق العودة. أنا مع دولة ديمقراطية وتعايش سلمي بين اليهود والفلسطينيين. تلك هي فلسفتي. وسأواصل النضال حتى النفس الأخير من أجل تحقيق هذا المثال.

هناك تعليق واحد:

  1. بسم الله الرحمن الرحيم تسر شركة الكمال للتنظيف ان تقدم لكم خدمة تنظيف الخزانات وتنظيف الفلل بمدينة حائل بافضل المواد واحدث المعدات كما تقدم لكم خدمة تسليك المجارى بضخط المياه
    شركة تنظيف خزانات بحائل
    شركة تنظيف فلل بحائل
    شركة تسليك مجارى بحائل
    والسلامه عليكم ورحمة الله وبركاته


    ردحذف