الخميس، 16 فبراير 2012

شهادة المناضل الراحل بهجت أبوغربية :جورج حبش قائداً قومياً كبيراً وشخصية مميزة


جورج حبش قائداً قومياً كبيراً وشخصية مميزة
                                                                   المناضل بهجت أبوغربية
-   كان المرحوم الدكتور جورج حبش قائداً قومياً كبيراً وشخصية قيادية مميزة تحمل رفاقه وكل من عرفه على احترامه احتراماً كبيراً والتعاون معه لا سيما وأنه كان يتبنى قضايا أمته في الوحدة والتحرير والعودة تبنياً قوياً ليس على مستوى الفكر فقط بل على المستوى النضالي والتنظيمي مما حمله على تأسيس حركة القوميين العرب وكان من أبرز رفاقه الذين شاركوه شرف النضال هاني الهندي ووديع حداد وأحمد الخطيب وأحمد اليماني وغسان كنفاني التي أصبح لها انتشار قومي واسع في جميع الأقطار العربية والشتات وكان لها أثر كبير على نشر الفكر القومي العربي والمشاركة في نضالات أمتنا العربية.
-   ومما لا شك فيه أن فكر ومواقف الدكتور جورج حبش تكونت خلال عاملين رئيسيين: الأول هو اعتناقه للفكر القومي الوحدوي خلال دراسته في الجامعة الأمريكية، والعامل الثاني هو صلته الوثيقة بتداعيات نكبة فلسطين عام 1948 ونشوء قضية اللاجئين الفلسطينيين حيث كان ابناً باراً لمدينة اللد وأخرج منها مع جميع سكانها، وأمضى فترة طويلة من حياته في خدمة اللاجئين الفلسطينيين وتبني قضية العودة. ومما يذكر في سياق مواقفه ومواقف حركة القوميين العرب النضالية/ والجبهة الشعبية فيما بعد، ما يلي:
1- دوره النضالي في محاربته مع رفاقه لجميع مشاريع الاستيطان، وفي الخمسينات بصفة خاصة محاربة ورفض مشروع جونستون الاستيطاني.
2- مشاركة حركة القوميين العرب الحركة الوطنية الأردنية في الخمسينات في النضال من أجل تحرير الأردن من السيطرة الأجنبية والأحلاف الاستعمارية والمعاهدة الأردنية البريطانية حيث تمكنت الحركة الوطنية الأردنية في الخمسينات من الحيلولة دون إدخال الأردن في حلف بغداد وقدمت في سبيل ذلك العديد من الشهداء والمعتقلين، ومن الأدلة على اتساع التحرك الشعبي في هذا الإطار أن المظاهرات والعصيان المدني في تلك الفترة أفشلت مهمة تمبلر (رئيس أركان الإمبراطورية البريطانية) الذي حاول المجيئ إلى عمان لإدخال الأردن في حلف بغداد إلا أن عنف الرفض الجماهيري أجبره على الرحيل دون الحصول على ما أراد.
وفي هذا الجو النضالي نجحت الحركة الوطنية الأردنية في تحقيق هدف تحرري آخر وهو تحرير الجيش الأردني من قيادته الإنجليزية الأمر الذي نادت به وعملت له منذ بداية الخمسينات. وفي أواخر عام 1956 حققت الحركة الوطنية نجاحاً في تشكيل وزارة سليمان النابلسي الوطنية التي عملت على إلغاء المعاهدة الأردنية البريطانية وعمقت النضال من أجل الوحدة العربية. وخاضت معركة عنيفة للحيلولة دون إحلال النفوذ الأمريكي بديلاً عن النفوذ البريطاني فيما أطلق عليه مبدأ أيزنهاور لملئ الفراغ. مما أدى إلى إعلان الأحكام العرفية  التي حلت بموجبها جميع الأحزاب ومجلس النواب واعتقال العديد من قيادات وكوادر الحركة الوطنية الأردنية ولجوء بعضها إلى العمل السري وبعضها لمغادرة الأردن نتيجة لمطاردة الأجهزة الأمنية لهم. وفي هذه المرحلة كان الدكتور جورج حبش يقود حركة القوميين العرب مختفياً عن الأنظار في عمان وكنت مختفياً مثله في تلك المرحلة عاملاً على قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي وعلى اتصال دائم معه لتنسيق العمل الوطني.
وكانت مخيمات اللاجئين معيناً لا ينضب من المشاركين في التحركات الجماهيرية الشعبية. وفيما بعد كانوا من أبرز المشاركين في الكفاح المسلح ضد العدو الصهيوني.
3- عندما بدأ الاتجاه في قيادة منظمة التحرير نحو الحلول السياسية في السبعينات كان للجبهة الشعبية التي أسستها الحركة بقيادة جورج حبش مشاركة فاعلة في (جبهة الرفض) التي تشكلت لمقاومة المحاولات لدفع منظمة التحرير إلى هاوية العمل السياسي "الاستسلامي" في ظل موازين القوى المائلة لمصلحة العدو الصهيوني الغاصب.
وعندما تخلى عن قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وبالرغم من حالته الصحية لم يكتف بأن يظل رئيساً روحياً للجبهة الشعبية ورمزاً ومرجعاً قومياً، فقد سعى إلى إنشاء مركز الغد للدراسات الذي كان يهدف إلى تقديم خلاصات عن تجاربنا النضالية الشخصية والقومية إلى أجيال الحاضر والمستقبل وما فيها من عبر مما يساعد على توجيه النضال القومي في الاتجاه الصحيح. في هذه الفترة كنت على صلة وثيقة معه وشجعته على المضي في هذا المشروع.
وختاماً أرى أن رسالته الأخيرة إلى رفاقه وأبناء أمته العربية تلخصت في رفض المنهج الاستسلامي وإدانته لاتفاقات أوسلو وكامب ديفد ووادي عربه، وستبقى رسالته لرفاقه تؤكد على الوحدة العربية والتحرير والعودة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق