الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

نعي الدكتور جورج حبش لرفيق دربه القائد الشهيد وديع حداد


الدكتور حبش ينعي الشهيد وديع حداد 

نعي الدكتور جورج حبش الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لرفيق النضال الشهيد الدكتور وديع حداد :
 


يا رفاق وديع .



يا ثوار شعبنا الفلسطيني المكافح .



يا شعبنا الضارب الجذور في تربة فلسطين رغم الاحتلال .



يا إخوتي في كل منفى ومخيم .



يا جماهير أمتنا العربية .



أيها التقدميون الرفاق في كل العالم .

بقلب يملؤه الحب والألم والحزن والإصرار على التشبث بطريق الكفاح .. طريق النصر .. انعي لكم رفيق الحياة والدرب والكفاح ..أنعي لكم وديعاً . أنعي لكم السنبلة التي نبتت في صفد , وعندما جاء الغزاة وجدوا السنبلة رمحاً .

أنعي لكم وديع المخيمات والفقراء .. وديع التصدي للغزو الصهيوني والمؤامرات الرجعية الهاشمية .. وديع التشرد والكفاح والسجون .

أنعي لكم وديعاً الطبيب الذي فضل علاج الشعب والجماهير والقضية على علاج الأفراد , وديعاً المبكر في دق أبواب الكفاح بكلتا يديه .. وديعاً الذي قضى مضاجع العدو الامبريالي الصهيوني الرجعي في كل مكان داخل أرضنا المحتلة وخارجها .

انعي لكم رفيقي أبا هاني .

أنعي لكم جسده..

فمن كانت لهم روح وديع وعزيمته لا يموتون إلا بالجسد .. وديع باق بيننا .. بشعلة الكفاح المسلح التي تتلمس وهجها في عيون أطفالنا المسروق منها الوطن .. في إصرارهم على الكفاح حتى الانتصار ..وديع باق بيننا برفاقه الذين يجددون العهد له ولكل الشهداء على مواصلة الطريق .. وديع باق بيننا .

بالمثال الرائع المضيء الذي كانت حياته مناضلاً وثائراً ما عرف الحياة إلا نضالاً وثورة .

وديع المناضل العنيد القائد الصلب باق ما بقيت الثورة .. وليس أبقى من هذه الثورة إلا الوطن الذي تشتعل هذه الثورة من أجله .


يا رفاق وديع .

يا أبناء ثورتنا  وشعبنا .

أيها التقدميون الرفاق في كل العالم .

مؤلم في هذه الظروف الصعبة والمصيرية أن نفتقد بين صفوفنا ركناً من أركان ثورتنا كوديع حداد الذي كان قدوة في التصميم على اختراق كل الظروف العصيبة والمصيرية .

في هذه الظروف حيث تتعرى كل الدنيا ويتألب كل الأعداء والمستسلمين والمتآمرين في محاولة اقتلاع بندقيتنا من أيدينا .. في محاولة اجتثاث الصمود الأسطوري الذي تتمثل فيه انتفاضة شعبنا في وطننا المحتل كما تمثلت وتتمثل وقفة مقاتلينا في جنوب لبنان .

في هذه الظروف .. لا يمكن أن تملأ الفراغ الذي يخلفه غياب وديع إلا بما يحفزه هذا الغياب في نفوسنا جميعاً من عزم على مواصلة التشبث بالأرض والبندقية والصمود وبحتمية الانتصار , فهذه الأمة التي أنجبت شعبنا وثورته وشهداءه محال أن تستكين لريح الهجمة الامبريالية الصهيونية الرجعية التي تبدو طاغية مرحلياً .. ومهما بلغ العتو في الطغيان وهذا العصر الذي تتحقق فيه إرادة الشعوب تتهاوى فيه صروح الاستعمار والطغيان واحداً بعد الآخر لا يمكن إلا أن تتحقق فيه إرادة شعبنا بعد أن وجد طريقه إلى البندقية .. إلى الثورة .

يا رفاق وديع .

يا أبناء ثورتنا وشعبنا .

يا جماهير أمتنا العربية وقواه الثورية .

أيها التقدميون الرفاق في كل العالم .

في هذه المناسبة الأليمة , علينا أن نجدد العهد والعزم وأن نستلهم الدروس من فقيدنا الغالي , ففي ذلك وفاء له والوفاء للشهداء هو الوفاء للثورة .

وأبرز ما في حياة وديع وكفاحه من دروس هو أن وديعاً قلب المعادلة بين الثائر و العدو رأساً على عقب , فتحول الثائر من مطارد يلاحقه العدو في كل مكان .. إلى مطارد يلاحق العدو في كل مكان .. إنها ذروة الثقة بإمكانيات الشعب والثورة أن نلاحق العدو ولا نترك له فرصة للهدوء ..
بنفس القدر الذي نحصن فيه مواقعنا بصمود الثوار الذي لا يتزعزع .. وبالتحام الثوار بجماهيرهم التحاماً عضوياً متكاملاً .. فليعلم الأعداء وبهذه المناسبة بالذات .. أن وديعاًُ لم يمت ,  وأن فرصه للاطمئنان بهذا الحدث لن يحصلوا عليها .. وسنبقى مدرسة الوفاء للوطن للشهداء لوديع وغسان وأبو على إياد وكمال عدوان وابو يوسف النجار وكمال ناصر وباسل الكبيسي وجيفارا غزة وأبو منصور وأبو طلعت وأبو أمل وكل الذين أضاءوا بشهادتهم طريقنا إلى فلسطين .. وكتبوا بدمائهم وثيقة الانتصار .


                                                                  د.جورج حبش

 الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين 



_صحيفة صوت الثورة / صحيفة إسبوعية تصدرها اللجنة الإعلامية للجبهة الشعبية لتحرير عمان / السبت 15 أبريل 1978 السنة 7 العدد356 .
     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق